منتديات رواديد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات رواديد

منتدى يحتوي على مجموعة من الرواديد المتميزين في خدمة اهل البيت (ع)
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 البكاء

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
عاشق الأكرف

عاشق الأكرف


عدد الرسائل : 38
تاريخ التسجيل : 09/09/2007

البكاء Empty
مُساهمةموضوع: البكاء   البكاء Icon_minitime9/16/2007, 3:31 am

البكاء


أما طبيعة البكاء فإنّها مباحة، بل ريما تستكشف محبوبيتها من بعض الآيات، لأنّه ينم عن رقّة القلب، بخلاف الضحك الذي يكشف عن القسوة والغفلة، كقوله تعالى: (فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلاً وَلْيَبْكُوا كَثِيراً جَزاءً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ) وتبدو هذه الحقيقة بأجلى مظاهرها في وصف القرآن للمؤمنين الأبرار بكثرة البكاء، حيث قال: (قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذا يُتْلى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقانِ سُجَّداً * وَيَقُولُونَ سُبْحانَ رَبِّنا إِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولاً * وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً) وحيث قال: (أُولئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْراهِيمَ وَإِسْرائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنا وَاجْتَبَيْنا إِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُ الرَّحْمنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيًّا).
ومن الطبيعي أن يحبذ الإسلام البكاء لأنّه يحلّ العقد النفسية التي يعجز العلم عن معالجتها، لأنّ الأزمات والخسائر التي تصدم الإنسان تترسب في قلبه على شكل عقد لا يحلها سوى الانتقام ممن سبب له تلك النكبة، وإذا كان الإسلام ديناً متسامحاً لا انتقامياً، وإذا كان الإنسان جائراً في كثير من ألوان الانتقام التي يرغب فيها بطبيعته الحيوانية وتتظافر الأديان والقوانين على صده من ممارستها فلا تجد تلك العقد مجالاً للتعبير والتنفس اللذين يروّحان عنها، بل تظل في أعماق النفس تأكل بعضها، وتأكل الإنسان حتى تنقلب تحت الكبت الطويل إلى حقد يجعل صاحبه شريراً يحب الوقيعة في كل أحد بعد أن كان يريد الانتقام من خصمه فحسب، بحيث لا يشعر بالراحة إلا إذا رأى الدماء البريئة تراق، ودموع الثكلى تسفح، ولا يطمئن بغير الأنّات الجريحة والآهات الباردة.
ووجود الحقد في النفوس بلاء ـ إذا أصاب مجتمعاً ـ يلتهب في الرطب واليابس، ولا ينجو من ويلاته مجرم ولا بريء، فلا بد من إزالته بمختلف الطرق قبل أن يستفحل ويستعصي على العلاج، والإسلام حيث يوصي بالبكاء يحاول حلّ العقد النفسية قبل أن تترسب في النفوس وتعاني الكبت فتتحول إلى حقد .
على أنّ النفوس التي تعيش في أجواء مفعمة بالأحداث والمناقضات يترسب عليها غبار المعارك في صورة عقد وإنْ لم تشتبك مصالحها الخاصة مع خصوم، لأنّ الجوّ الاجتماعي يفرض رواسبه على كل من يعيش في ظله من حيث يشعر أو لا يشعر حتى على أشد الناس حذراً من عواقبه، والعقد النفسية تفرض على أصحابها من حيث يخيل إليهم أنّهم لا يستجيبون لعقدهم النفسية، وإّنما يلبون نداء العقل والضمير، فتنعكس العقد شذوذاً في تصرفاتهم، والبكاء وحده هو الدواء الوحيد الذي يذيب العقد قبل أن تستحوذ على العقل الباطن، وتتسلل تجاهاتها إلى التصرفات الخارجة.
ولهذا السبب تكون النساء أقل عقداً من الرجال، لأنّهن لا يعانين أزمة نفسية إلاّ ويفرجن عن أنفسهن بالبكاء، فينفضن عنها العقد قبل أن تتركز، وأما الرجال فإنهم حيث يستنكفون عن التوسل بالدموع لمعالجة قضاياهم ويستعصي الدمع في آماقهم ويخلّف كل أزمة ـ لا يجدون الخلاص عنها ـ في أنفسهم عقدة تأخذ مجراها إلى تصرفاتهم رويداً رويداً، فيصبحون أصحاب شذوذ من حيث يظنون أنّهم عباقرة ينكرهم المجتمع.
فالدمع هو المعين الذي يغسل النفس عن العقد التي تترسب عليها من غبار المعارك والأحداث، ومن الخطأ أنفة الرجل عن ذرف الدموع إذا هاجت به النفس فلم يجد عنها مصرفاً، فالصفة الكريمة للرجل هي أن يكون جلداً رابط الجأش لا يهيج بالإثارات الطفيفة، لا أن يكبت نفسه إذا هاجت، ولهذا كان الأنبياء والأئمة(عليهم السلام) الذين هم المثل العليا للإنسان الفاضل لا يكفكفون دموعهم إذا انبجست أبداً.
فالنبي آدم (عليه السلام) بكى لطرده من الجنة حتى صنع الدمع مسيلين في خده.
والنبي يعقوب (عليه السلام) بكى على فراق ابنه يوسف حتى ابيضت عيناه فعمي.
والنبي يوسف (عليه السلام) بكى على أبيه يعقوب في السجن حتى ضاق به السجناء، فقالوا له: إما أن تبكي الليل وتسكت النهار وإما أن تبكي النهار وتسكت الليل.
وإن النبي الأعظم محمد بن عبد الله (ص) بكى على ولده إبراهيم وقد توفي عن ثمانية عشر شهراً حتى كانت تنتفض منكباه، فسأله الناس عن سبب بكائه وهو يأمرهم بالصبر على النوازل، فأجابهم (ص): ((العين تدمع، والقلب يخشع، ولا نقول ما يسخط الربّ)).
وإنّ فاطمة الزهراء (عليها السلام) بكت على أبيها رسول الله (ص) حين قبضه الله إليه حتى ماتت بغصتها، فلم تُرَ بعد أبيها إلا باكية العين، معصبة الرأس، منهّدة الركن، يغشى عليها ساعة بعد ساعة.
والإمام السجاد (عليه السلام) بكى على أبيه الحسين (عليه السلام) بقية حياته، فقيل: بكاه خمساً وعشرين سنة، وقيل: أربعين سنة حتى التحق بالرفيق الأعلى.
فالبكاء محبوب عند الله وفي جميع الأديان، سواء أكان من خشية الله أو على نكبة، وأما البكاء على مآسي أهل البيت (عليهم السلام) ومأساة الطف بالذات فإنّه مستحب، وعليه ثواب عظيم.
وهناك أخبار كثيرة تدل على أنّ الله لم يبعث على وجه الأرض نبياً ووصياً إلا ذكّره بمصاب الحسين (عليه السلام) فبكى عليه قبل استشهاده، وإنّ النبي (ص) والزهراء وجميع الأئمة (عليهم السلام) بكوا على الحسين (عليه السلام) بكاءً شديداً حتى كان من ألقاب الحسين (عليه السلام) (صريع الدمعة الساكبة) و (عَبرة كل مؤمن ومؤمنة) وحتى بكته أسرته يوم ميلاده، وحتى قال الإمام الرضا (عليه السلام): ((إنّ يوم الحسين (عليه السلام) أقرح جفوننا، وأسبل دموعنا، وأذل عزيزنا بأرض كرب وبلاء)).
وقال الإمام المنتظر (عج) في زيارة الناحية مخاطباً جده الشهيد: ((فلئن أخّرتني الدهور وعاقني عن نصرك المقدور ولم أكن لمن حاربك محارباً ولمن نصب لك العداوة مناصباً فلأندبنك صباحاً ومساء، ولأبكينّ لك بدل الدموع دماً)).
وفي المستدرك بإسناده عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: ((نظر النبي (ص) إلى الحسين بن علي (عليه السلام) وهو مقبل، فأجلسه في حجره وقال: إن لقتل الحسين (عليه السلام) حرارة في قلوب المؤمنين لا تبرد أبداً ثم قال عليه السلام: ((بأبي قتيل كل عبرة)) قيل: وما قتيل كل عبرة يا ابن رسول الله؟ قال: (لا يذكره مؤمن إلا بكى).
وأما الأخبار الصادرة في فضل البكاء على الإمام الشهيد فهي كثيرة نذكر منها ما يلي:
في كامل الزيارة عن أبي حمزة، عن الإمام الصادق (عليه السلام): ((أن البكاء والجزع مكروه للعبد في كل ما جزع ما خلا البكاء والجزع على الحسين بن علي (عليهما السلام): ((من تذكر مصابنا وبكى لما ارتكب منا كان معنا في درجتن يوم القيامة، ومن ذكر بمصابنا فبكى وأبكى لم تبك عينه يوم تبكي العيون، ومن جلس مجلساً يحيي فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب)).
وروى علي بن إبراهيم عن الإمام الصادق (عليه السلام): ((من ذكرنا أو ذكرنا عنده فخرج من عينه دمع مثل جناح بعوضة غفر الله له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر)).
وروى الشيخ في الآمالي بإسناده عن الإمام الصادق (عليه السلام): ((من دمعت عينه دمعة لدم سفك لنا أو حق لنا أنقصناه أو عرض انهتك لنا أو لأحد من شيعتنا بوأه الله تعالى بها في الجنة حقباً)).
وروى أبو هارون المكفوف عن الصادق (عليه السلام): ((من ذكر الحسين (عليه السلام) عنده فخرج من عينيه مقدار جناح ذبابة كان ثوابه على الله عزّ وجلّ، ولم يرض له بدون الجنة)).
فهذه الأخبار والمئات من أمثالها تكشف عن الجانب الأخروي لفضل البكاء على سيد الشهداء بصورة خاصة، وأهل البيت (عليهم السلام) جميعاً بصورة عامة.
وكان الأئمة (عليهم السلام) يشجعون البكاء على الحسين (عليه السلام) بكل ما أمكنهم من أساليب، فربما كانوا يذكرون ثواب البكاء على الإمام الشهيد، وحيناً كانوا يدعون لهم، ومن الدعوات التي دعا بها أهل البيت للباكين على الإمام الحسين (عليه السلام) ما رواه في الكافي وكامل الزيارة مسنداً عن معاوية بن وهب أنّه سمع الإمام الصادق (عليه السلام) يقول في سجوده: ((فارحم تلك الوجوه التي غيّرتها الشمس، وارحم تلك الخدود التي تتقلب على حفرة أبي عبد الله (عليه السلام)، وارحم تلك الأعين التي جرت دموعها رحمة لنا، وارحم تلك القلوب التي جزعت واحترقت لنا، وارحم تلك الصرخة التي كانت لنا، اللهم إنّي أستودعك تلك الأبدان وتلك الأنفس حتى توافيهم من الحوض يوم العطش)).
ولما استكثر معاوية بن وهب هذا الدعاء لزوار قبر الحسين (عليه السلام) والباكين عليه قال له الإمام الصادق: ((يا معاوية، من يدعو لزواره في السماء أكثر ممن يدعو لهم الأرض)).
وللبكاء على أهل البيت جميعاً وعلى الحسين (عليه السلام) بصورة خاصة جوانب دنيوية قد يكون أبرزها الجانب التربوي، لأنّ البكاء على شيء ـ أي شيء ـ لا يكون إلا بعد انفعال الباكي بالحادث الأليم الذي اكتنف ذلك الشيء حتى يبكي عليه، ولكل حادث مجرم وضحية، ومن الطبيعي أن يؤدي الانفعال إلى تحيز الباكي للضحية ومعاداة المجرم، فتهيج فيه الثورة على الظالم والإشفاق على المظلوم، وحيث إنّ الإمام الحسين (عليه السلام) ويزيد لم يكونا بطلين وقفا على نقطتي نقض فاشتبكت مصالحهما وتصارعا على حكم مثل كرة الطراد، وإنّما كان كل واحد منهما يمثل جبهة بلغ فيها الذروة، فتوفر في معركتهما من المعاني الحيوية ما لم تتوفر في أية معركة أخرى.
كان البكاء على الإمام الحسين (عليه السلام) يعني توجيه الباكي نحو جميع الفضائل وإثارته ضد جميع الرذائل، ومثل هذه الفائدة السخية لا يمكن أن تحصل من البكاء على أي شهيد آخر، ولا من أي شيء آخر سوى البكاء على الإمام الشهيد، كان حرياً بتأكيدات الأئمة الأطهار، والمكافأة بذلك الثواب العظيم، فثواب البكاء على الحسين (عليه السلام) الجنة، لأنّه يدفع إلى انتزاع صفات أهل النار وتقمص صفات أهل الجنة ولو بعد حين، حين يتاح للبكاء أن يتفاعل مع الباطن ويخلف فيه أثره التربوي.
وهكذا لا تبدو الأحاديث السابقة مبالغة في تكثير ثواب البكاء على الإمام الشهيد، ولا تكشف عن مجازفة في جعل الثواب إزاء البكاء عليه، وإنّما تعبر عن ثواب البكاء بمقتضى أثر البكاء.



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حسيني للأبد

حسيني للأبد


عدد الرسائل : 90
العمر : 40
تاريخ التسجيل : 09/09/2007

البكاء Empty
مُساهمةموضوع: رد: البكاء   البكاء Icon_minitime9/17/2007, 5:53 pm

مشكور اخوي خل عاد الوهابية الاغبياء يفهمون لماذا نحزن ونبكي على الائمة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://roadeed.yoo7.com/index.htm
مجتبى

مجتبى


عدد الرسائل : 26
تاريخ التسجيل : 19/09/2007

البكاء Empty
مُساهمةموضوع: رد: البكاء   البكاء Icon_minitime9/21/2007, 2:16 am

مشكوووووووووووووووووووووووووووووووووور على الموضوع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
البكاء
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات رواديد :: المنتديات العامة :: المنتدى الاسلامي والفكري-
انتقل الى: